أكدت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة "الأنباء" الكويتية أن "حزب الله يقيم فصلا بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل"، مشيرة الى أنه "في حين يبدي ارتياحه ورضاه التام عن الرئيس عون وسياسته وأدائه وثباته ويعبر عن ثقة لا تتزعزع به، فإن لديه ملاحظات كثيرة على أداء باسيل ومواقفه وتعابيره والثقة به «اهتزت وتقلصت»، وإن مازالت موجودة ولم تسقط بالكامل وقابلة للترميم".
وجزمت المصادر أن "حزب الله في موضوع الانتخابات النيابية متفهم لظروف العملية الانتخابية ومعادلاتها في ظل قانون جديد أعاد خلط أوراق التحالفات وقواعد اللعبة، ودفع كل فريق الى أن يتدبر أموره ويتصرف بما يتناسب ومصلحته وهدف الفوز، وبالتالي فإن حزب الله يتجاوز أخطاء حصلت في عقد تحالفات أو في طرق التعبئة الشعبية والجولات الانتخابية وانطوت أحيانا على استفزاز وتحريض"، لافتة الى أن "الحزب يتسامح إزاء الأخطاء التي ارتكبت في حقه كتلك التي حصلت في دائرة كسروان جبيل، حيث امتنع التيار الوطني الحر عن ضم مرشح الحزب حسين زعيتر الى لائحته، وإنما عمد الى ضم ربيع عواد في خطوة استفزازية للحزب الذي أراد من خوض الانتخابات في جبيل تفادي خلاف في هذه الدائرة بين التيار وأمل".
وكشفت أن "التطورات الانتخابية ليست هي موضع القلق ومصدره عند حزب الله، وإنما التطورات السياسية ذات الصلة بباسيل، والتي انكشفت وتأكدت في فترة المعركة الانتخابية وأبرزها: تعمق الخلاف بين باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري. تعمق التحالف بين باسيل ورئيس الحكومة سعد الحريري وترسخه في السلطة وتجاوزه حدود التحالف السلطوي لينحو في منحى تحالف سياسي، بدءا من الانتخابات التي تحالف الطرفان فيها من خلفية تحجيم الخصوم والخروج بأكبر كتلتين، وصولا الى مرحلة ما بعد الانتخابات، وحيث تم تجديد العقد الذي أبرم على أساس التسوية الرئاسية على أن تكون الترجمة العملية في الحكومة المقبلة".
ولفتت الى أنه "ثمة تساؤلات وملاحظات وتحفظات لدى حزب الله في شأن بعض ما قاله وفعله باسيل أخيرا ولكنها لا ترقى الى مرتبة الشك بخياراته الاستراتيجية التي لم يطرأ عليها تبدل، ويستمر باسيل ملتزما بما أرساه الرئيس عون. وبعد الانتخابات يعطي حزب الله أولوية لإعادة تركيز علاقته مع التيار الوطني الحر وتنظيم جبهة الحلفاء (بري ـ باسيل فرنجية ـ ارسلان)، وستكون الحكومة الجديدة اختبارا جديا وما إذا ستكون معركة أو عملية سياسية. أما رئاسة الجمهورية المقبلة، فمازال الخوض فيها سابقا لأوانه ولكن ليس صحيحا أن الخيارات أمام حزب الله محصورة في إثنين«باسيل أو فرنجية، وليس صحيحا أن الحزب حدد التزامه وقراره في أي اتجاه".